من أنا

صورتي
صنعاء اليمن, شارع تعز 777175968, Yemen
المحامي أمين حفظ الله الربيعي محامي ومستشار قانوني وناشط حقوقي

البحوث القانونية

الاثنين، 28 نوفمبر 2016

بحث قانوني حول الضرر المعنوي الذي يستحق التعويض




الضرر المعنوي واستحقاق التعويض

 س/ما هو الضرر المعنوي الذي يستحق التعويض؟
 قبل الكلام عن الضرر المادي والضرر الأدبي يجب معرفة كل ما يتعلق به:
 أولا/ نبدأ بتعريف الضرر الأدبي " المعنوي":-
- يمكن تعريف التعويض الأدبي بأنه التعويض المقرر لجبر الضرر الأدبي الذي يصيب المضرور .
- والضرر الأدبي/ هو الذي يؤذي الإنسان في شرفة واعتباره ومركزه الاجتماعي في دنيا الناس وأيضا ًهو الذي يصيب المضرور في نفسه وشعوره وأحاسيسه نتيجة الحزن والأسى.
من كتاب دعوى التعويض في  حوادث   السيارات –  كتور محمد المنجي الإسكندرية

-         وايضاً هو الاذى الذي يصيب الانسان في شرفة او حق من حقوقه الادبيه وبشرط ان يكون حالاً او مسقبلاً محقق الوقوع
من كتاب القانون المدني
الضرر الأدبي : هو الضرر الذي لا يصيب الشخص في ماله وانما يصيبه في حسه وعواطفه والبعض يرجع الضرر الأدبي إلى أحوال معينة
 كتاب التعويض بين الضرر المادي والأدبي والمورث- للمستشار /محمد أحمد عابدين سنة 1995م الاسكندرية صـ 138.

ثانيا: أنواع الأضرار:
1-     ضرر مادي يصيب الإنسان في ماله أو في جسمه.
2-    ضرر مادي يصيب الإنسان كالضرر الناشئ عن القذف أو السب.
3-     وقد يكون الضرر يصيب الإنسان في عواطفه كالضرر الناشئ من قتل الزوج أو القريب
من كتاب التعويض المدني  -  د./منير فرقان ط 2002م الإسكندرية.

ثالثا: كيفية اثبات الضرر الذي يحقق التعويض:
-         القاعدة الشرعية تقول أن البينة او الإثبات على من أدعى الضرر و أن الأصل برأه الذمة وعلى من يدعي شغلها الإثبات.
-         مفاد ذلك أن على رافع الدعوى والمطالب بالتعويض فيها أن يقيم الدليل على الضرر الذي أصابه ولما كان الأمر يتعلق بواقعة مادية فإنه يجوز إثباتها بكافة الطرق بما فيها البينة و القرائن وهي " مسألة موضوعية يستخلصها القاضي من ظروف الدعوى ومن القرائن.
رابعاً: تقدير التعويض: -
التعويض مقياسه الضرر المباشر والضرر الغير مباشر وهو يشمل على عنصرين هما الخسارة التي لحقت المضرور والكسب الذي فاته .
من كتاب التعويض المدني و.... سنة 2002م – الاسكندرية صـ 90.

اما فيما جاء فيكتاب التعويض بين الضرر المادي والأدبي والمورث- للمستشار /محمد أحمد عابدين سنة 1995م الاسكندرية صـ 138.
أحوال الضرر الأدبي
قام بتوضيح التعويض عن الضرر الأدبي بالآتي:-
1-      ضرر أدبي يصيب الجسم فالجرح والتلف الذي يصيب الجسم والألم الذي ينجم عن ذلك وما قد يصبه من تشويه في الجسم والأعضاء يكون ضرراً مادياً وادبياً إذا نتج عنه انفاق في العلاج أو نقص القدرة على الكسب المادي .
2-      ضرر ادبي يصيب الشرف والاعتبار كالقذف والسب وهتك العرض .
3-      ضرراً ادبياً يصيب العاطفة والشعور والحنان فانتزاع الطفل من والديه يصيب في شعورها ويدخل على قلبها الأسى والحزن.
وكذلك يعتبر ضرراً ادبيا كل عمل يصيب في معتقداته الدينة وشعوره الأدبي كما يتسبب بخطئه في منع جماعة دينة من الصلاة في مسجد كما أن قطع المياه عنه .
4-         ضرر أدبي يصيب الشخص من مجرد الاعتداء على حق ثابت له فمن سلب حيازة شقه أو قطعة أرض بالقوة جاز له أن يطالب بالتعويض عما أصابه من ضرر أدبي من جراء سلب الحيازة حتى ولو لم يصيبه ضرر مادي من هذا الاعتداء."1"المسولية المدنية – عز الدين الدناصوري ط 1988م

خامساً: الضرر الادبي وصلاحية المطالبة بالتعويض:
ومن خلال التعريف بالضرر الأدبي كما سبق أن قلنا المساس بالشرفاء والاعتبار كحالة السب والقذف من خلال الصحف وغيرها.
وقد يكون التعويض الجابر للضرر من جنس الفعل الخاطئ كنشر اعتذار في الجريدة التي نشرت القذف وقد يكون هذا النشر كافيا لجبر الضرر الأدبي
أما إذا كان ل يكفي كما لو استطال الضرر الأدبي إلى إلحاق خسارة مالية بالمضرور ,فأن الرأي قد اختلف فذهب البعض إلى عدم جواز التعويض عن الخسارة المالية الناشئة من الضرر الأدبي , وذهب رأي أخر إلى جواز ذلك باعتبار أن الخسارة المالية يلزم جبرها بالتعويض وقد يستند أصحاب الرأي ى الأول أن طلب التعويض المالي لجبر خسارة مالية نشأت عن ضرر أدبي يتنافي مع الأخلاق أذا كيف ينزل الشخص عن شرفة واعتباره مقابل مبلغ مادي , فيثرى على حساب الغير
- وقد عدلت عن هذا الرأي وذهبت إلى التعويض المالي إذا كان لا يمحو في ذاته الضرر الأدبي إلا انه يعطي المضرور ترضية تخفف عنه ذلك الضرر وأصبح الإجماع منعقداً في الفضاء المصري على تعويض الضرر الأدبي شانه شان الضرر المادي  ص 20 -21نقض مدني جلسة 17/11/1932م مرجع القضاء رقم 9635

-أما حالة التعويض عن الضرر الأدبي:
على خلاف ما تقدم فأن  الخلاف في الرأي قد احتدم حول هذا الموضوع فذهب رأي أن حق المضرور في التعويض عن الضرر الأدبي حق شخصي يقدرة المجني عليه وبالتالي يقدر هل يطالب به أم يتنازل عنه.
فإذا توفي قبل أن يعلن رغبته في المطالبة فقد نقض هذا الحق بإنقضاء شخصيته ولا يجوز للورثة المطالبة بما لم يطالب به المؤرث بينما ذهب رأي أخر أن وفاة المضرور لا تعني انقضاء الحق فهذا الحق  اقتضاء التعويض إذا كان له صفة صـ 23.
وقد اثبتت هذا كله المادة (22) من القانون المدني المصري على أن " يشمل التعويض الضرر الأدبي ايضا ولكن لا يجوز في هذه الحالة أن ينتقل الى الغير إلا إذا تحدد بمقتضي اتفاق أو طالب الدائن به أمام القضاء.
سادسا : استحقاق التعويض:
يستحق التعويض من الوقت الذي وقع فيه الضرر وإذا كان الضرر مستقبلياً مؤكداً فإن التعويض يستحقق من التاريخ الذي يقع فيه الضرر مؤكداً.
 فإذا قضى القاضي بالتعويض فحكمة لم ينشيء حقاً جديداً للمضرور بل هو يكشف عن هذا الحق والملزم بتأديته.
ويقاس على ذلك إذا افلس المدين ( الميسر بعد وقوع الفعل)
 صـ 167- من كتاب التعويض المدني/د: محمد فوده سنة 1998م الاسكندرية.


مادة(355) (إذا جاوز الضرر مقدار التعويض المتفق عليه فيجوز لصاحب الحق ان يطالب بزيادة التعويض....)
8- يحق لمن انقضي حقه في مقدار التعويض المتفق عليه أن يظلم ويطالب بزيادة التعويض إذا ظهر خطأ جسيم او جاوز الضرر ذلك المقدار في التعويض.
9- المستحقين التعويض عن الضرر الأدبي في القانون اليمني بعد وفاة المضرور هم كل من يستحق الميراث شرعاً وهو مطابق لنص القانون المصري المدني .
وفي الاخير يوجد وقائع قانونية تأكد كل ماذهب إليه البحث وهي تقول محكمة النقض المصرية في هذا الصدد:
ليس هناك من معيار لحصر أحوال التعويض عن الضرر الأدبي إذا كل ضرر يؤذي الإنسان في شرفه وأعتباره أو يصيب عاطفته واحساسه ومشاعره يصلح أن يكون محلاً للتعويض .
 نقض مدني 15/3/1990م طعن 704/58 ق.

-         تعويض الوالد عن فقد ابنه لا يعتبر تعويضا عن ضرر محتمل في المستقبل إذ مثل هذا التعويض انما يحكم به عن فقد الولد وما يسببه هذا الحادث من اللوعة للوالد في أي حال . نقض جنائي 7/11/1961م محكمة النقض 12-3-899-180.
-          مادامت المحكمة قد قدرت أن الحادث قد تسبب عنه ضرر ادبي للمجني عليه ولو أنه لم يصيب من العيار الناري فأنها لا تكون قد أخطأت في قضائها له بالتعويض المدني لما أحدثه هذه الجريمة من ازعاج وترويع للمجني عليه نقض جنائي"  7/5/1952م مجموعة القواعد القانونية 2-633-222.
-         مفاد نص المواد (163 ، 170 ، 221، 222) من القانون المدني مصري أن الضرر ركن من اركان المسؤلية وثبوته شرط لازم لقيامها بالتعويض تبعاً لذلك يستوي في ايجاب التعويض عن الضرر أن يكون هذا الضرر مادياً أو ادبياً ولا يقصد بالتعويض عن الضرر وازالته من الوجود اذا هو نوع من الضرر  فهو هذا الضرر وإزالته من الوجود إذا هو نوع من الضرر لا يمحي ولا يزال بتعويض مادي ولكن القصد بالعتويض أن يستحدث المضرور لنفسه بديلاً عما اصابه من الضرر الأدبي فالخسارة لا تزول ولكن يقوم إلى جانبها كسب يعوض عنها.
نقض مدني- 15/3/1990م طعن 704- 58 ق صـ 349 من كتاب دعوى التعويض حوادث السيارات طـ 1993م الدكتور محمد المنجي الاسكندرية.


أما بالنسبة لاستحقاق التعويض الأدبي:
-         لما كان الشارع قد قصر بنص الفقرة الثانية من المادة "222" من القانون المدني مصري الحق في التعويض عن الضرر الأدبي على الزوج والاقارب إلى الدرجة الثانية لما اصابهم من جراء وفاة المصاب ممالازمه توافر رابطة الزوجية أو صلة القرابة حتى هذه الدرجة الثانية بالمتوفي فبمن يطالب بهذا التعويض كشرط بقبول الدعوى .
نقض مدني 7/6/1990 طعن 1026/58 ق.
-         إذا نصت المادة (222) من القانون المدني مصري صراحة على أنه يجوز الحكم بالتعويض للأزواج والأقارب إلى الدرجة الثانية مما يصيبهم من جراء موت المصاب وكانت الأخت تعتبر قريبة من الدرجة الثانية بالنسبة لأختها القتيلة فإن هذه القرابة تتحقق بها المصلحة في رفع الدعوى المدنية بصرف النظر عن كونها وارثة للمجني عليها بالتعويض عليها أم لا ومن ثم يكون الحكم المطعون فيه إذ قضي لاخت المجني عليها بالتعويض المؤقت عن الضرر الأدبي الذي اصابها من جراء فقد اختها لم يخطي في تطبيق القانون .
" نقض جنائي 20/1/1969م مجموعة النقض 20-1-168-26.
ط2001م من ذات المرجع.

* وشروط استحقاق التعويض الأدبي:
يشترط القانون لاستحقاق التعويض عن الضرر الأدبي وجود علاقة زوجية أو قرابة حتى الدرجة الثانية بين المجني عليه والمضرور في حوادث السيارات فيقضي به للزوج – لزوجه – الأب- الأم – الجد – الجدة – الأبن – البنت – أبن الابن – أبن البنت – بنت الابن – بنت البنت – الاخ – الأخت –العم – العمة – الجد لأب – الجد لأم المادة(222/1) مدني مصري.
نلاحظ أخيراً ان القانون لا يجيز التعويض عما يصيب الإنسان من ألم نفسي من جراء فقد شخص عزيز لديه إلا إذا كان زوجاً او قريباً للمصاب لغاية الدرجة الثانية كالأب أو الام أو الأخ.
فإذا أصابهم ألم من جراء موت المصاب من هذا النص بين أن اتلعويض عن الضرر الأدبي لا ينتقل إلى الغير إلا إذا تحدد لمقتضي اتفاق.
ولهذا يمكن القول بأن التعويض الأدبي لا يورث إلا الذي ذكرهم القانون المصري حسب نص مواده.
ويمكن أن نستشهد من كتاب الدكتور/ أحمد السيد – ط 1984م جامعة المنصورة في كتابه تعويض ضحايا مرض الإيدز.. الخ صـ 6.
النفي الاجتماعي للضحية تعد صوراً لم يسبق أن تعرض لها القضاء فإذا اضفنا إلى ذلك الحياة العدمية التي يحياها المريض منذو علمه بأنه يحمل الفيروس حتى لحظة الوفاة ومدى الآلام التي يعانيها الشخص في انتظار لحظة الوفاة وعجز الضحية عن المخالطة الجنسية ورفض زوجته ذلك وحرمانه من الأطفال إذا كان لم ينجب واحتقار أطفاله له إذا كان قد أنجب فضلا عن الحط من قدرة والتشهير به والاساءة الى سمعته لأدركنا فداحة الأضرار التي تستاهل التعويض وهذه الأضرار المعنوية أو الأدبية جميعاً تعد اضراراً محققه وترتبط ارتباطاً مباشراً بواقعة نقل الدم الملوث بالفيروس وهي مجملها تفوق الأضرار المادية التي يحدثها المرض.
سابعاً: أما مسألة انتقال التعويض الأدبي:
يبين من تعريف الضرر الأدبي أنه ضرر شخصي الاصل في أنه مقصور على المضرور نفسه إلا أنه يجوز أن ينتقل إلى الغير ويشترط القانون في هذه الحالة أن يكون مبداء ومقدار هذا التعويض قد تحدد بمقتضى اتفاق يبن الضرر والمسؤل عن الحقوق المادية أو يكون المضرور قد طالب به أمام القضاء أي يكون المضرور قد رفع الدعوى للمطالبة به أمام المحكمة قبل وفاته " مادة "222" مدني مصري  وتقول محكمة النقض في هذا الصدر:
" مفاد النص في المادة " 222" من القانون المدني مصري أن حق التعويض عن الضرر الأدبي مقصور على المضرور نفسه فلا ينتقل إلى غيره إلا أن يكون هناك التفاق بين المضرور والمسؤل من حيث مبدئه ومقداره أو أن يكون المضرور قد رفع فعلاً أمام القضاء مطالباً بالتعويض.
أما الضرر الأدبي الذي أصاب ذوي المتوفي فلا يجوز  الحكم بالتعويض عنه الا للأزواج والأقارب إلى الدرجة الثانية.
نقض مدني 1/4/1981م مجموعة محكمة النقض 32-1-1023.

أما القانون المدني اليمني فقد كانت نصوص المواد في التعويض كالتالي:
مادة(352)" يشمل التعويض الضرر المادي والضرر الأدبي ايضا ولكن لا يجوز أن ينتقل الحق في تعويض الضرر الادبي الى الغير إلا إذا اتفق على ذلك أو كان صاحب الحق قد طالب به أمام القضاء."
وفي هذه المادة جاءت مطلقة بمعنى أن النص يحمل كما هو من اطلاقه وتقييده وهو ما لا يتعارض على ما جاء به القانون المدني المصري في مواده وكذلك كتبه وكذلك بالنسبة للمواد التي يؤكد تقدير التعويض وسلطة من يقوم بالتقدير وكذلك انتقاله ذلك التعويض وغيرها المواد "351" ، "353" " 354".
القانون المدني رقم (14) لسنة 2002م صـ 60- 61.

ليست هناك تعليقات: