الجدل الفقهي حول ولاية المرأة للقضاء


الجدل الفقهي حول ولاية المرأة  للقضاء .
تمهيد :-
يعرف الفقهاء الولاية بأنها تنفيذ القول على الغير شاء أم أبى .

ويقسمونها إلى :-

                  1 - ولاية عامة                         2- ولاية خاصة .
فإذا انحصرت ولاية قطر من الأقطار في ملك أو رئاسة لأحد الناس بحيث يكون له كامل التصرف  والأمر والنهى وتوليه من دونه وعزلهم كانت الولايــــــة عظمي (أي عامة ) إما إذا شاركه غيره في التصرف بشئون الدولة والأمر والنهي والتولية  والعزل  فلا يبق الأمر منحصراً له ولا يوصف بأنه ولى الأمر لأنه  غير نافذ الأمر والنهى في كل شي وتكن ولايته  دون الولاية العظمى (أي ولاية خاصة) .
وقد حدث اتفاق بين الفقهاء في القول بأن القضاء ولاية مع خلاف في كونه ولاية عامة أو ولاية خاصة

أراء الفقهاء حول ولاية المرأة للقضاء .

 وتبعاً للاختلاف حول طبيعة ولاية القضاء فقد تباينت  أراء الفقهاء :-

فمن  رأى أن القضاء ولاية عامة أو عظمى فقد رأى منع المرأة منها منعاً مطلقاً أما من رأى أن القضاء ولاية خاصة أو دون الولاية  العظمى فقد رأى جواز تولي المرأة القضاء مطلقاً دون استثناء شئ مما يتصل بهذه  الولاية  العظمى وأن كان بعض القائلين بأن القضاء ولاية دون الولاية العظمى  يرون منع المرأة من تولى ولاية القضاء مطلقاً .
وذهب فريق ثالث من الفقهاء  للقول بأن ولاية القضاء ولاية مجزأة متنوعة ويجب التفريق بين ولاية وولاية قضائية بحسب الموقع والاختصاص وأن الولاية القضائية لا تخلو من عموم  أو خصوص فإذا كان للقاضي مطلق التصرف في قضائه  زماناً ومكاناً وفي كل قضية تعرض عليه فإن ولايته القضائية  ولاية عامة فلا يجوز للمرأة تولى القضاء وهو المعنى بالعموم أما الخصوص فإنه تدخل  تحته أمور كثيرة . :-
1-    فقد تكون ولاية القاضي خاصة بمكان معين وتكون سلطته القضائية  محصورة في هذا المكان  الذي حدد له ولا يحق له أن يقضي في غيره ويكون في هذه الحالة عام النظر يمكنه  أن يقضي في كل قضية تعرض عليه داخل حدود مكانه .
2-    وقد تكون ولاية القاضي محصورة في زمن معين فيجب عليه الالتزام بالقضاء في الأوقات المحددة ويكون في هذه الحالة عام النظر يمكنه  أن يقضي في كل قضية تعرض عليه داخل حدود زمانه .
3-    وقد تكون ولاية القاضي خاصة بفئة معينة من الناس فليس له أن يقضي في فئة أخرى ولا يحق له الخروج عن قضايا هولاء الناس الذين عين لهم .
4-    وقد تكون ولاية القاضي مخصصة لنوع من الخصومات بين الناس فيقضى فيما حدد له .
5-    وقد تكون ولاية القاضي مخصصة بخصومة معينة  حدثت بين خصمين معلومين وتنتهي ولايته بانتهاء تلك الخصومة.
6-    وقد تكون ولاية القاضي في قضايا   حدد له مدة لسماع  الدعوى فيها دون أن يكون له  الحق في أن يقضى  في غيرها أو القضاء فيها إذا انتهت مدتها .
فيرى أصحاب هذا الرأي أن ولايات القضاء الخاصة يمكن أن تتولاها المرأة وأمثالها الولايات  الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة وعدم  جواز تولى المرأة ولايات القضاء العامة ولو خصصت بمكان أو بمدة   معينة كالولايات  الأولى والثانية .
وقد كان أكثرية العلماء قديماً يرون منع تولى المرأة ولاية القضاء منعاً مطلقاً قياساً على الولاية العظمى كالحنابلة والشيعة وأكثر الشافعية والمالكية  وأقلية من العلماء قديماً كانوا يرون جواز تولى المرأة القضاء مطلقاً كالخوارج والظاهرية وبعض المالكية وأخرون كانوا  يرون جواز تولى المرأة القضاء في كل شيء إلا في الحدود والقصاص كأكثر الأحناف وبعض الشافعية وبعض المالكية.
في حين أن غالبية العلماء المعاصرين يجيزون للمرأة ولاية القضاء جوازاً مطلقاً القليل منهم يرون منع المرأة من تولى ولاية القضاء منعاً مطلقاً أو يرون جواز توليها القضاء في بعض القضايا دون البعض الأخر .
ومن ابرز العلماء المعاصرين القائلين بجواز تولى المرأة  ولايـــة القضـــاء جوازاً مطلقاً الشيخ /محمد الغزالى والدكتور القرضاوى والدكتور البوطي  والدكتور الترابي والشيخ راشد الغنوشي والشيخ محفوظ النحناح

أدلة  الفقهاء القائلين بعدم جواز تولى المرأة ولاية القضاء مطلقاً

1-      قوامة الرجل على المرأة لقوله تعالي :-

(الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ) النساء أية (34) .

وقد رد على الاستدلال بهذه الآية من قبل الفقهاء القائلين بجواز تولى المرأة ولاية القضاء بأنه استدلال في غير محله فليس النص خاص بالفقهاء ولايعمه بل هي خاصة بالأسرة كما بينت الآية نفسها وكما بين كثير من العلماء وقد أختلف في أسباب  نزولها ولا يوجد لها سبب ثابت يتمسك به .

وقد بينت الآية أن القوامة للرجل للأسباب المذكورة فيها فإذا إنتفى سبب سقطت القوامة .

 كما أن للمرأة قوامة ومسئولية وأن تتولى ولايات في حدود الشرع لقوله صلى الله عليه وسلم .

(والمرأة راعية في بيت زوجها وهى مسئولة عن رعيتها).

وقوله صلى الله عليه وسلم

 ( كل نفس من ابن أدم سيد ، فالرجل سيد أهله والمرأة سيدة بيتها ).

2- الفروق الفردية بين الرجل والمرأة لقوله تعالى :-

( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة ) البقرة الآية (228) .

وقد رد على الاستدلال بهذه الآية بأنها مثال سابقتها خاصة بالأسرة وقد وردت في سياق أيات تبين أمور النكاح والرضاع والخطبة  والعدة .

وأن أساس المفاضلة في الخلق الحسن لا الخلق لقوله تعالي :

( وأن أكرمكم عند الله أتقاكم ).

وقد ورد في تفسير هذه الآية أن  للزوجات من الحقوق مثل ما عليهن من الواجبات بما لا ينكره الشرع الشريف وللرجال عليهن  درجة الرعاية والمحافظة على الحياة الزوجية وشئون الأولاد .

ولا يعد أصل الخلق محل فضل أو مفاخرة وإلا لما أنكر الله عز وجل على إبليس حينما تكبر على أدم وأعتقد أنه أفضل منه مستدلاً بأصل خلقته.
 وأن الفروق الفردية بين الجنسين هدف بها القيام بوظيفة تكاملية بين الجنسين لعمارة الأرض والقيام بمهمة الاستخلاف فيها .
ومهما برزت الفروق التكوينية بين الجنسين فإنه لا تأثير لها على تربية الفرد أو تعلمه أو كسبه ذكراً كان أو أنثى .
والثابت أن التربية والتعليم والتهذيب والتدريب تصقل شخصية الإنسان رجلاً أو امرأة فيتفوق الأكثر أخذاً وحظاً وموهبة وذكاءاً وجداً.
3- حديث عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم  :
( لن يفلح قوم ولوا أمرهم إمراة ) .
 فأعتبر القائلين بالمنع (لن ) للتأبيد  وأن عدم الفلاح عام  في كل ولاية تتولاها  امرأة إلا ما خصص من هذا العموم وأن لفظه قوم عامة كل قوم وأن أمرهم عامة لكل أمر من الأمور التي هي ذات بال ولم يفرقوا بين ولاية وولاية ولا إمراة وامرأة  وقد رد على ذلك الاستدلال بأن الحديث حديث أحاد وأحاديث الآحاد لا يفيد العلم واليقين وإنما تفيد  الظن وأن جاز الاستدلال به فإنه ورد بشأن الولاية  العظمى مع أن الحديث ليس صريحاً في المنع.
والحديث خاص بتلك الواقعة وما يقاس  عليها ولا يمكن  تعميمه لوجود نساء تولين ولايات قبل وبعد ملكه فارس وشهد لهن بالفلاح والنجاح .
كما أن الحديث لم يرد بصيغة الأمر لجماعة المسلمين أو بصيغة قاعدة عامة  تجب عليهم في  جميع الأزمنة وصدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم بحكم كونه إماماً حاكماً لا بصفته رسولاً مشرعاً مبلغاً مفتياً .
كما أن الحديث تعلق بشأن من شئون الحكم وخاص بزمن الرسول صلى الله عليه وسلم وبقوم معينين هم الفرس وما يتعلق بشئون  الحكم والسياسة يتغير بتغير الزمان والمكان وما دام قد تعلق بواقعة معينة فلا يتعدى إلى غيرها ولا يقاس غيرها عليه ولو اتحدت العلة.
2-      حديث ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحــازم من أحــــد كن). وقد بين الحديث المقصود بنقصان عقلها ودينها في كون شهادتها بنصف شهادة الرجل وذلك نقصان  عقلها وعدم صلاتها وصومها حال محيضها نقصان دينها والفروق الهرمونية والعصبية لا تعني بأي حال من الأحوال نقصان الفهم والحفظ والإدراك والاستيعاب وكما يوجد عباقرة من الرجال يوجد عباقرة من النساء .
وليس في الحديث ما يدل على منع المرأة من تولى الولايات ومنها  ولاية القضاء .
أما نقصان عقلها لكون شهادتها  بنصف شهادة الرجل فذلك ليس لعله فيها وليس على الإطلاق وإنما متعلقة بالشهادة في مسائل معينة ومحددة وتوجد  أمور لا تقبل فيها إلا شهادة النساء ويتجاوز في  بعضها فتقبل شهادة امرأة واحدة وأمور مقابلة لا تقبل فيها شهادة النساء .
ولا يفهم من قوله صلى الله عليه وسلم ( ناقصات عقل ) أنهن لا يعقلن أو أن عقل المرأة أقل من عقل الرجل وقد بين القرآن الكريم  سبب قيام شهادة امرأتين مقام شهادة رجل في مقام الحقوق المالية وهو خشية النسيان لأن النساء لا يشغلهن أمر المال كثيراً مثل الرجال في غالب الأمر  ولا تفهم الأحاديث وفقاً لظاهرها  فحسب وإنما يبحث عن المراد منها وينظر هل لها معارض من أية أو حديث أخر أو واقع التشريع في الأمر ومثال ذلك قوله صلى الله عليه وسلم (الحج عرفه )  فلا يفهم منه أن الحج فقط الوقوف بعرفه والمعلوم أن للحج أركان ومتممات أخرى غير الوقوف بعرفه ولو كانت المرأة ناقصة عقل كما هو ظاهر الحديث  لما قبلت  شهادتها ولا روايتها التي تحمل لنا شرعاً  وقد فسر الحديث ظاهره بأن تقصان العقل هنا نقصان شهادتها ونقصان الدين نقصان عملها صلاة وصياماً .
5- الفهم الخاطئ لمفهوم الاختلاط والخلط بينه وبين الخلوة المحرمة شرعاً فيرى المانعين أن في اشتغال المرأة  بالقضاء وسائر الولايات اختلاط وخلوة محرمة ويستدلون بأحاديث تحرم الخلوة وتنفر منها وتبرز خطرها دون التفريق بين الخلوة والاختلاط وبين اختلاط  واختلاط  مع أن ما كل اختلاط يمنع أداء الواجب وما كل اختلاط جائز فصلاة الرجال  والنساء في مسجد أو مكان واحد لكل صفوفه  ليس اختلاطا محرماً ولا مكروهاً والمشى للرجال والنساء في الأسواق ليس اختلاطا ولا محرماً والدراسة  في المراحل  المختلفة إن اشتراك فيها الذكور والإناث ملتزمين الضوابط والآداب الإسلامية لا يكون ذلك الاشتراك اختلاطاً محرماً ممنوعاً .
 وحدوث  ممارسات خاطئة أو مخالفات أثناء الدراسة أو العمل يجعل الاختلاط محرماً بسبب تلك الممارسات الخاطئة لا بسبب الاشتراك في العمل أو الدراسة  وليس في وجود المرأة في مجالس القضاء خلوة ولا اختلاط محرم ما التزمت تعاليم الشرع وآدابه .
أدلة الفقهاء القائلين بجواز تولى المرأة ولاية القضاء مطلقاً .
1-الأصل المساواة بين الرجل والمرأة لقوله تعالى:
{ والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر..} التوبة أية   (71)
وتدل على التسوية الكاملة بين الرجال والنساء من المؤمنين والمؤمنات وتولى بعضهم بعضاً .

وقوله تعالى :
{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث  منها رجلا كثيراً ونساء}
ويستدل بها على عدم وجود فرق بين الذكر والأنثى في الحقوق والواجبات .
ولقوله صلى الله عليه وسلم :
{ إنما النساء شقائق الرجال }.
ويستدل به على جواز ولاية المرأة للولايات  العامة ومنها ولاية القضاء .
2- للمرأة في الإسلام مثل الرجل ذمة مالية كاملة وتصرفاتها نافذة بإرادتها الذاتية ولا يتوقف شيء من ذلك على رضى أب أو زوج أو أخ ولها من الأهلية مثل ما للرجل إلا ما أستثنى بنص خاص .
3-          إن قضية تولى المرأة للولايات العامة ومنها ولاية القضاء ليست من قضايا العقائد والعبادات التي يقل الاجتهاد فيها أو يمتنع وإنما هي من القضايا المندرجة في قضايا السياسة والإدارة والاجتماع وهذه الأمور وأمثالها الأصل فيها أنها من العادات التي تخضع للاجتهاد فيها بما يحقق المصلحة المعتبرة شرعاً .
4-          إن الأعمال التي لا يوجد لها ميزان في النصوص الشرعية توزن في ميزان المصالح والمفاسد سواء كانت أعمال رجل أو امرأة فما ثبت نفعه  وانتفى ضرره فهو شرعي وهو ما أرادته الشريعة وما كان عكس ذلك فهو غير شرعي وعلى خلاف قصد الشريعة .
5-           سجل التاريخ ظهور عبقريات نسائية علماً وعملاً خاصة بعد ظهور الإسلام وقد ورد في القرآن الكريم ذكر  ملكة سبأ وكانت مثلاً عظيماً لعبقرية المرأة وحسن رأيها وسياستها وإدارتها تفوقت على كل الرجال حولها .
وقد عرف التاريخ الإسلامي نساء  عظيمات كأم المؤمنين عائشة رضى الله عنها والتي كانت مرجعاً في التفسير والفقه والأدب وحملت عقلاً وفهماً لا يوجد له نظيراً في تاريخ  النساء وكانت  أحد رواة الحديث ، حفظ عقلها ألفين ومائتين وعشرة أحاديث وكخولة بنت الازور وذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر وصفية بنت عبد المطلب والخنساء  وسيدة بنت أحمد الصليحي والشهيرة بالملكة أروى وقد أثبتت مواقفهن أن العقل والعزم والحزم والكتابة  والفروسية والرمى ليس خاصاً بالرجال ابداً .
وقد شهد التاريخ والواقع بوقائع ومشاهد كانت المرأة فيه أكثر صلابة من الرجل في مواقف قبول الحق والدفاع عنه والثبات عليه ومنهن سمية أم عمار بن ياسر أو ل شهيدة في الإسلام كما أن واقع اليوم في العالم يشهد بنجاح المرأة في كثير من مواقع القضاء دون ضياع الحقوق.
6-          لا توجد نصوص صحيحة صريحة في منع المرأة ممارسة القضاء .

     

التعذيب وفقا لنصوص الدستور والقانون اليمني


التعذيب وفقا لنصوص الدستور والقانون اليمني

لم يكتف الدستور بمنع التعذيب بل تعدى ذلك إلى :
   أ/ تحريم التعذيب بأنواعه سواء أكان جسدياً أو نفسياً أو معنوياً بل وحرم ما هو أدنى ذلك كالقسر على الاعتراف او المعاملة الغير الإنسانية سواء عند القبض أو الحجز أو السجن أو التحقيق ونص على كل ذلك صرحة في الفقرة (ب) من المادة (47) من الدستور .
  ب/ جعل التعذيب جريمة ونص على وجوب معاقبة كل من يمارسها أو يأمر بها أو يشارك فيها وفقاً للنص الفقرة (هـ) من المادة (47) من الدستور .
  ج/النص على اعتبار التعذيب جريمة لا تسقط بالتقادم وفقاً للنص الفقرة السالف ذكرها .

أما قانون الإجراءات الجزائية رقم (13) لسنة 1994م فقد ورد مترجماً للنص الدستوري في المادتين (6) و (16) بان :
   أ/ حظر تعذيب المتهم أو معاملته بطريقة غير إنسانية أو إيذائه بدنياً أو معنوياً لقسره على الاعتراف .
   ب/اعتبار الأقوال التي تصدر من أحد المتهمين أو الشهود تحت وطأة التعذيب أو المعاملة الغير إنسانية أو الإيذاء هدر لا يعول عليها .
  ج/ وعدم انقضاء الدعوى الجزائية في جريمة التعذيب بمضي المدة .

أما قانون العقوبات رقم (12 ) لسنة (1994م  ) فقد نص على عقوبة جريمة التعذيب بعشر سنوات وفقاً للنص م(166) وجعلها من الجرائم الماسة بالوظيفة العامة .

 س :ماهي اشهر حالات التعذيب ؟ واشهر الأدوات المستخدمة في ذلك والطرق والإجراءات التي اتخذت حيال ذلك ؟
 ج :حالات التعذيب كثيرة ونسعى إلى رصد ما يتناهى إلى مسامعنا منها في الوقت الراهن نظراً لتحولها إلى ظاهرة بلغت ذروتها بوفاة العديد من الحالات التي تعرضت للتعذيب أثناء ذلك أو نتيجة ذلك .
 ومن الحالات التي اشتهرت قضية تعذيب محمد احمد الكوكباني في مديرية  أمن الطويلة وقضية تعذيب احمد قايد عبدربه  من قبل بعض أفراد نجدة ذمار وكلا الشخصين قتلا تعذيباً و قضيتهما منظورتان امام القضاء إلا إن الأخيرة لازال اثنين من المتهمين فيها فارين من وجه العدالة نظراً لرفض بعض مسئولي الأمن بتسليمهما  للعدالة وقد سبق أن تناولت الصحف هاتين القضيتين وغيرهما من القضايا المماثلة .
ولازلنا ندرس حالياً عدة قضايا تعذيب أخرى اغلبها توفي المجني عليهم من جراء التعذيب وبعد اكتمال وثائق تلك القضايا وتفاصيلها سنوافي الصحافة بمعلومات عنها .
س :ماهي الطريقة التي يمكن أن نواجه بها ظاهرة التعذيب في السجون ؟
ج :إنني اعتقد إن الدستور والقانون قد رسم بوضوح وسائل مواجهة ظاهرة التعذيب سواء من خلال ما نص عليه من إجراءات سابقة على وقوع جريمة التعذيب أو لاحقة عليها .
فالقانون ومن قبله الدستور قد أدركا أن التعذيب نتاج عدم مراعاة صحة الإجراءات والحجز الغير قانوني لذلك :
 1/حرما القبض على الأشخاص خلافاً للقانون وبدون أمر قضائي .
 2/حرما تقييد حرية الأشخاص خلافاً للقانون وبدون أمر قضائي .
 3/حرما الحجز او الحبس في غير الأماكن الخاضعة لقانون تنظيم السجون .
 4/أوجبا تقديم كل من يقبض عليه بصفة مؤقتة بسبب الاشتباه في ارتكابه جريمة الى القضاء خلال اربع وعشرين ساعة من تاريخ القبض عليه على الأكثر وجعلا عدم مراعاة ذلك جريمة معاقب عليها .
 5/أوجبا إخطار المقبوض عليه بسبب القبض عليه فور القبض عليه .
 6/أوجبا إخطار محامي المقبوض عليه أو ذويه أو من يختاره المقبوض عليه فور القبض عليه .
 7/كفلا حق المقبوض عليه في عدم الإدلاء بأقواله إلا في حضور محاميه .
فلو تم الالتزام بتلك النصوص ومن أبرزها وجوب تقديم من يقبض عليه للقضاء خلال 24 ساعة على الأكثر ومحاسبة كل من يتأخر عن تنفيذ ذلك وفقاً لقانون  العقوبات باعتباره مخالفاً للقوانين لأدى ذلك لعدم بقاء المقبوض عليه فترة طويلة يتاح  خلالها لضعاف النفوس ممارسة جريمة التعذيب في حقه  .
لان في ابقاء المقبوض مدة مخالفة للقانون ووسيلة للاستمرار في تعذيبه لقسره على الاعتراف ووسيلة لإضاعة ملامح أثار التعذيب .
كما انه يجب على النيابة أن تمارس دورها الرقابي على السجون بحسب ما رسمه القانون بحيث تكون لها سلطة فعلية لا أسمية على القائمين عليها فكثيراً ما يمنع أعضاء النيابة من دخولها للتفتيش عليها من القائمين على السجون !!
كما انه يجب على النيابة عندما يحال عليها مقبوض عليه أن تباشر في البدء إجراءات التأكيد من مشروعية القبض والحبس والتزام جهات الأمن بمدة 24 ساعة فيما يخولها القانون من قبض وحبس دون أمر قضائي وهي حالة واحدة هي حالة التلبس فإذا ما تم الحبس أو القبض خلافاً للقانون فانه يجب مباشرة التحقيق مع المتسببين في ذلك وتقديمهم للمحاكمة .
ولكن للأسف تحول بعض أعضاء النيابة العامة في كثير من الأحيان إلى محللي للإجراءات الأمنية الغير صحيحة فيكتفون بما يحيله لهم الأمن من قضايا للتحقيق فيها مع المقبوض عليه بغض النظر عما مورس ضده من إجراءات مخالفة للقانون سواء من حيث التفتيش أو القبض أو الحجز .
بل يتجاهل المحققين شكاوى بذلك مكتفين في احسن الأحوال بالإفراج عن من يقبض عليه خلافاً للقانون دون ان يتصدون لمن قام بالقبض عليه خلافاً للقانون مع أن هذا الفعل يعد جريمة دستورية لا تسقط بالتقادم ومتعلقة بالنظام العام .
كما انه يجب على النيابة إهدار الإجراءات التي ترد بالمخالفة للقانون فيفترض ان لا تقبل أي استدلالات تمت بعد مرور 24 ساعة من الحجز دون إحالة إذا ما كان الحجز خلال 24 ساعة قانونياً وإلا أهدرت جميع الاستدلالات .
التزام جهات الأمن بإخطار ذوي المقبوض عليه او محاميه بالقبض عليه وتمكينهم من رؤيته وزيارته وعدم التحقيق معه الا في حضور محام عنه حيث يتعذر ممارسه التعذيب أمامه .
حظر الحبس الانفرادي والذي يكون غالباً لاجل الانفراد بالمقبوض عليه بما يسهل تعذيبه من ناحية ويكفل عدم اطلاع المساجين على تعذيبه او اثار التعذيب وانتقاء القائمين على السجون والاجهزة الامنية من العناصر الكفؤة الامنية الواعية باحكام الشرع والقانون وكذلك حظر منع الزيارة عن المقبوض عليه .
وردع من يثبت ممارسته للتعذيب او قبوله به او السكوت عنه بتقديمه للمحاكمة ومعاقبته باقصى العقوبات وفصله من الوظيفة العامة .

بحث حول الوكالة بالخصومة او الوكالة بإجراء معين في إجراءات الخصومة ع النصوص المتعلقة بالوكالة بالقانون اليمني


بحث حول الوكالة بالخصومة او الوكالة بإجراء معين في إجراءات الخصومة
 أولاً :- ماهية الوكالة :-
وكل إليه الأمر – يكله وكلاً – فوض اليه واكتفى به
الوكالة :- أن يعهد الرجل الى غيره في ان يعمل له عملاً
صـ 9 من كتاب أحكام  عقد الوكالة في التشريع المصري والمقارن د/ قدري عبد الفتاح الشهاوي – المعارف الإسكندرية
ثانياً :-الوكالة وفقا للقواعد القانونية عقد الوكالة :-
هو عقد بمقتضاه يلتزم الوكيل بان يقوم بعمل قانوني لحساب الموكل
ثالثاً :- هل يلزم افراغ عقد الوكالة بشكل معين :-
نصت المادة (700) من القانون المدني المصري بانه ( يجب ان يتوافر في الوكالة الشكل الواجب توافره في العمل القانوني الذي يكون محل الوكالة . ما لم يوجد نص يقضي بغير ذلك)                                               صـ 49 مرجع سابق
رابعاً :- نطاق الوكالة وتسميتها :- ان نطاق تنفيذ الوكيل للوكالة الصادرة اليه من الموكل تضيق وتتسع تبعاً لما يتم الاتفاق عليها بينها وقضى بأن ( الوكيل ملزم بتنفيذ الوكالة دون ان يجاوز حدودها المرسومة ويجب الاقرار ما يباشر خارجاً عن هذه الحدود ان يكون المقر عالماً بان التصرف الذي يقرره خارج عن حدود الوكالة وانه قد أقره قاصداً أضافة اثره الى نفسه )
طعن رقم 132 لسنة 18 ق جلسة 6/4/1950 الموسوعة الذهبية قاعدة 1817 صـ 754 ج 1س 1983 صـ 93 مرجع سابق
كما قضى بان ( متى كان الحكم اذا قرر بأن الوكيل قد تجاوز حدود التوكيل قد اقام ذلك على استخلاص موضوعي سائغ فلا  رقابة لمحكمة النقض عليه )
الطعن رقم 255 لسنة 22 ق جلسة 5/4/1956 س ص 489 المجموعة الذهبية ص 757 10 س سنة 1982
س: إلى أي مدى يمكن للموكل تقيد حرية الوكيل وتحديد مدى سعة الوكالة
ج:للموكل كامل الحرية في تحديد مدى سعة الوكالة وتحديد تلك السعة بعد تفسيراً لمضمونها وللقاضي كامل السلطة في تحديد نطاق الوكالة وبيان ما قصده المتعاقدان منها مستعيناً في ذلك بعبارة التوكيل وظروف الدعوى وملابساتها حتى كان استخلاصه سائغاً ويؤدي إلى ما انتهى اليه )
 راجع طعن رقم 112 س 35 ق جلسة 25/12/1969 س 20 ص 1323 صـ 95 مرجع سابق
-         مدى سعة الوكالة مسالة موضوعية تتعلق بمضمونها حيث نصت المادة    ( 703) مدني مصري والتي قضت بأن ( الوكيل ملزم بتنفيذ الوكالة دون ان يجاوز حدودها المرسومة على ان له ان يخرج من هذه الحدود متى كان  من المستحيل عليه اخطار الموكل سلفاً وكانت الظروف يغلب منها الظن بان الموكل ما كان إلا ليوافق على هذه التصرف وعلى الوكيل في هذه الحالة ان يبادر ابلاغ الموكل خروجه عن حدود الوكالة ) إذا فالوكالة تنقسم إلى قسمين هما :-
-         وكالة عامة
-         وكالة خاصة
أولاً :- الوكالة العامة :-
نصت المادة (701) مدني مصري بأن :- الوكالة الواردة في ألفاظ عامة لا تخصيص فيها حتى لنوع العمل القانوني الحاصل فيه التوكيل . لا تخول الوكيل صفة إلا في أعمال الإرادة )
ويستفاد من النص السابق ان الوكالة العامة هي التي ترد في ألفاظ عامة فلا يعين فيها الموكل محل التصرف القانوني المعهود به الوكيل بل أيضا دون ان يعين نوع هذا التصرف القانوني ذاته فيقول الموكل للوكيل مثلاً :-
(وكلتك في أدراة أعمالي ، وكلتك عن جميع أعمالي ....) وتعتبر هذه الألفاظ ألفاظ عامة لا تخصص فيها .
وفي هذا الشان يقول  التقنين المدني العراقي بان ( يصح  تخصص الوكالة بتخصص الموكل به وبتعميمه فمن وكل غيره توكيلاً مطلقاً بكل حق خوله بالخصومة في كل حق صحت الوكالة ولو لم يعين المخاصم به والمخاصم )
صـ 99.97 مرجع سابق
فالوكالة العامة لا تخول الوكيل صفة إلا في أعمال الإدارة فلا يجوز للوكيل ان يقوم بأي عمل من أعمال التصرف  صـ 98مرجع سابق
ثانياً :- الوكالة الخاصة
نصت المادة (702) من التقنين المدني المصري بان ( لا بد من وكالة خاصة في كل عمل ليس من أعمال الإدارة ، وبوجه خاص في البيع والرهن والتبرعات والصلح والإقرار والتحكيم وتوجيه اليمين والمرافعة أمام القضاء )
والمستفاد من النص :-  ان الوكالة الخاصة هي التي تحدد بعمل أو أعمال قانونية معينة أي تدخل ضمن أعمال الإدارة أعمال التصرف التي تقتضيها أعمال الإدارة التي ترد على أعمال التصرف او على عمل من أعمال الإدارة.

الخلاصة :- تلخص مما تقدم انه لا بد من وكالة خاصة لكل عمل من أعمال التصرف ، طالما انصرف الى البيع او الشراء أو الهبة او الصلح او الرهن أو ترتيب حق انتفاع .
او حق الاتفاق أو أي حق عيني أخر أصلي أو تبعي ويجوز ان تقتصر الوكالة الخاصة على تصرف واحد فقط من التصرفات السابقة ، كما يجوز ان تشمل الوكالة على بعضها وحينئذ يجب ان تحدد الوكالة كل نوع من أنواع التصرفات التي تدخل فيها ويجوز ضمها جميعاً في ورقة واحدة ويجوز أن تصدر الوكالة د\ون تحديد للمحل الذي يقع عليه التصرف فيكون خاصة في نوع التصرف وعامة في محله .
وقد قضى بأن نص المادة (  702/2) من قانون المدني على ان الوكالة الخاصة في نوع من أنواع الأعمال القانونية تصح ولو لم يعين محل هذا العمل  على وجه التخصيص إلا إذا كان العمل من التبرعات يدل على ان الوكالة الخاصة في المعاوضات يصح ان تصدر دون تحديد لمحل التصرف ، ولما كان التوكيل الصادر من المطعون عليها الأولى لمحاميها ينص على ان له ان يشتري لذمتها العقار المطلوب بيعه ، فانه يخول صفه  في ان يشتري عنها الأطيان موضوع التنفيذ دون حاجة الى تعيين فيه على وجه التحديد بيان منه العقارات التي انصبت عليها التصرف ولما كان ذلك فان النص على الحكم المطعون فيه بالخطأ في تطبيق القانون لرفض دفاع الطاعنة من أن التوكيل لم يكن يخول الوكيل بشراء العقار بجلسة لأن عبارته غامضة ولا تتضمن تحديداً لموضوعه يكون على غير أساس
– نقض مدني 22/10/1974 مج أحكام النقض  س 25 رقم 193 صـ 1153 صـ 108 مرجع سابق
أولاً:المحامي "الوكيل بالخصومة":
تعريف المحامي "أي شخص مثقفاًُ ثقافة قانونية يعمل بمهنة المحاماة وينتمي إلى تنظيم مهني معين هي نقابة المحامين".
صـ67 مرجع سابق
المحامي هو وكيل يقوم بعمل قانوني "متابعة الدعوى" لحساب الموكل وباسمه.
صـ68 مرجع سابق
أعمال المحاماة هي:
-         الحضور عن ذوي الشأن أمام المحاكم.
-         الدفاع عنهم والقيام بأعمال المرافعات والإجراءات القضائي المتصلة بذلك.
-         إبداء الرأي والمشورة القانونية فيما يطلب.
-         صياغة العقود واتخاذ الإجراءات اللازمة أشهرها أو توثيقها.
-         توقيع المحامي على جميع صحف الدعاوى والطعون المقدمة إلى المحاكم أو طلبات.
صـ69 مرجع سابق
تجدر الإشارة إلى أنه في القانون الفرنسي توجد تفرقة بين المحامي ووكيل الدعوى:
فالمحامي: يعمل مستقلاً عن الخصم، فيتولي الدفاع عن الخصم بالمرافعة وتقديم المذكرات الكتابية كما يمنح المشورة القانونية.
ووكيل الدعوى: يعمل تحت إشراف الخصم ويتولى الاعمال الإجرائية بأن يقوم برفع الدعوى وتقديم صحيفتها لقلم كتاب المحكمة ويتابع سيرها أمام المحكمة ويسجلها ويقدم الطلبات ويتابع تنفيذ الحكم الصادر فيها.
إذا كان المحامي هو الوكيل الوحيد بالخصومة إذ هو الذي يرفع الدعوى ويترافع أمام المحاكم ويوقع صحف الدعاوى والطعون، وأن الخصم نفسه ووكيله القريب ليس لهما سوى حضور أو وكالة بالحضور.
"التوكيل في التقاضي غير الوكيل بالخصومة فقد يكون الممثل القانوني ويجعل بالتقاضي والمحامي وكيل بالخصومة وليس بالتقاضي".
 صـ78-88"

أولاً  سلطة الوكيل بالخصومة :-
سوف نحاول التعرف على سلطات الوكيل بالخصومة ، والأعمال التي يمكن ان يقوم بها الوكيل بالخصومة في حدود التوكيل الممنوح له.
وتختلف سلطة الوكيل باختلاف الصيغة التي جاءت بها الوكالة،ويكون التوكيل عاماً إذا افرغ في صيغة غير محددة بأن خول الوكيل مباشرة ( كل الأعمال التي يراها في صالح الموكل ) أو مباشرة كل الأعمال القانونية التي يصبح ان تباشر بوكيل
1.    آما التوكيل الخاص فانه على عكس التوكيل العام – يفرغ في صيغه صريحة ومحددة :- فيصرح للوكيل بمباشرة أعمال محددة بذاتها أو على الأقل يحددها" كتوكيل شخص بالبيع او الرهن أو الاقتراض" .

2.    سلطة الوكيل وكاله عامة :-
وهي وكالة ترد في الفاظ عامة دون ان يحدد لها عمل قانوني معين فلا يعين فيها الموكل محل التصرف القانوني المعهود به للوكيل ، بل ولا يعين نوع هذا التصرف القانوني ذاته فيقول مثلاً وكلتك في جميع اعمالي .
صـ 112.111 الوكالة بالخصومة – المركز القانوني للمحامي في الدعوى وسلطاته د/ محمد هندي
سلطات الوكيل وكالة خاصة:-
الوكالة الخاصة ترد على عمل من اعمال التصرف او عمل من اعمال الإدارة او ترد على العميلن معاً في وقت واحد .
- حيث لا يجوز ان يوكل شخص شخصاً أخر في جميع اعمال التصرف دون تحديد انواع معينة من هذه الاعمال وإلا كان هذا التوكيل في اعمال التصرف باطلاً ، ولا يكون للوكيل صفة مباشرة أي عمل من اعمال التصرف مثال لذلك الوكالة في البيع في الصلح ...الخ )
-ومن الاعمال التي تحتاج الى وكالة خاصة المرافعة أمام القضاء ، وهي يتولاها الوكيل بالخصومة ونتعرض الان لذلك من خلال شرح سلطات الوكيل بالخصومة – المحامي-
صـ 117.116 مرجع سابق
سلطات الوكيل  بالخصومة – المحامي-:- 
المحامي وكيل عن الخصم ، وكالة اتفاقية – فهو وكيل بانهاء الخصومة ويجب ان يكون هناك اثبات لهذه الوكالة وأن بين المحامي ما يثبت وكالته امام المحكمة توكيل الرسمي إنما يخول المحامي المرافعة امام القضاء في دعوى معينة فقط والوكالة بالخصومة :- قد تكون عامة تتناول كل ما يقيمه الموكل او يقام عليه من دعاوى وكل ما يتخذ او تتخذ  ضده منإجراءات قانونية متعلقة بدعوى قائمة او مترتبة عليها او يقصد بها إلى التمهيد لها .
ومعنى ذلك أن المحامي لابد أن يصدر له التوكيل خاص في المرافعة امام القضاء ، اما في قضية معينة أو في جميع القضايا التي ترفع من موكله او عليه وهي" رفع الدعوى ومتابعتها او الدفاع عنها واتخاذ الإجراءات التحفظية ...الخ "
ولكن توكيل المحامي في المرافعة امام القضاء لا يشمل توكيله في الصلح ولا في التحكيم ولا في الإقرار ولا في توجيه اليمين ، بل لا بد من توكيل خاص لكل تصرف من هذا التصرفات .
-         خلاف الوكالة العامة بالتمثيل والحضور –
صـ 121.119 مرجع سابق
فالمحامي موكل عن الخصم بالمرافعة امام القضاء ، و أي أنة مفوض بفض النزاع قضاء" ، بمعنى ان يتابع الدعوى أمام المحكمة حتى يصدر فيها حكم حاسم للنزاع . وبالتالي ليس للمحامي أن يذهب إلى محكم لفض النزاع وايضاً بالنسبة للإقرار ، والذي يعني اعتراف شخص بحق عليه لأخرلا بإنشاء حق في ذمته ، فهو لا يدخل في نطاق الوكالة بالخصومة ، وذلك ان هذه الوكالة تخول الوكيل سلطة القيام بالاعمال اللازمة لرفع الدعوى ومتابعتها والدفاع فيها، والاقرار يعتبر عملاً من اعمال التصرف يشترط فيه اهليه التصرف .
والوكيل لا يجوز له الاقرار عن موكله إلا إذا كان مفوضاً في ذلك بنص خاص من التوكيل إذا لا بد من الاقرار في نطاق الوكالة بالخصومة فإذا جاوزا الوكيل نطاقها إلى الإقرار فان اثره لا ينصرف الى الوكيل لانه لا يكون في هذه الحالة نائباً عنه ولا صفه له في اتخاذ هذا التصرف "
 نقض 21/2/1953 – الطعن رقم 624 لسنة 45ق ص 23 مرجع سابق
وخلاصةالأمر :- أنه لا يجوز ان يقوم المحامي من تلقاء نفسه بالصلح أو التحكيم او الإقرار او توجيه اليمين ، إلا بتوكيل خاص ، والا عد المحامي مجاوزاً لحدود وكالته ولا يلزم التصرف الصادر منه للموكل
نقض 10/6/1980 – الطعن رقم ( 848) لسنة 49ق المدونة الذهبية  صـ 125 – مرجع سابق
وكذلك في حالة السير في نظر الدعوى قد يتطلب الأمر إلى رد القاضي او الخبير أو مخاصمته فليس للمحامي أن يتقدم بطلب الرد او دعوى المخاصمة إلا بناء على توكيل خاص لما يترتب على هذه الطلبات من امور جسيمة لا يمكن تدراكه و لذا فان المحكمة لا تجيب هذه الطلبات الا بناء على توكيل خاص .
وكذلك الادعاء بالتزوير الأوراق يحتاج الى توكيل خاص كون هذا الادعاء يؤدي خسارة الموكل في بعض الحالات ويتعرض للجزاء المدني " الغرامة " والجنائي " السجن " لذلك ليس للمحامي ان يدعي التزوير باي طريقة إلا إذا كان المفوض تفويضاً خاصاً من الموكل
مرجع سابق صـ 127.126
وخلاصة ذلك :- نجد الوكالة بالخصومة انما تعطي للمحامي سلطة تحريك الإجراءات امام المحاكم لحماية حق الموكل ، فهي وكالة في الإجراءات لحماية الحق – وليست وكالة التصرف في الحق – لذلك يمتنع على المحامي القيام باي عمل من شانه ان يؤثر على حق الموكل او أن يحمله باعباء اضافية ومن ناحية اخرى فالتوكيل بالخصومة ينتهي عند لحظة اصدار الحكم في الدعوى فليس للمحامي بمجرد صدور الحكم سوى إعلان هذا الحكم وقبض الرسوم والمصاريف، – كما أنه ليس له الطعن في الحم من تلقء نفسه أو أي تنازل عن طريق الطعن كما ليس من حقه ان يطالب بتنفيذ الحكم وقبض حق الموكل ولا متابعة إجراءات التنفيذ . فاي تصرف من هذه التصرفات يحتاج الى توكيل خاص من الموكل .
مرجع سابق صـ129.128
ومن ناحية الطعن ليس للمحامي الموكل بالمرافعة أمام محكمة اول درجة ان يطعن بالاستئناف من تلقاء نفسه إذا صدر الحكم في غير صالح موكله ، وأن كان العمل قد جرى على ان ينص في التوكيل العام بالخصومة على ان المحامي ان يطعن في الحكم بالاستئناف ، ويبرر ذلك ان الاستئنافله ميعاد قضير قد لا يتمكن الخصم خلاله من الالتجاء الى محامي اخر ليتقدم له بلاستئناف .
" مع ملاحظة ان المحامي يجب ان يبرز في جميع الأحوال التوكيل بالطعن قبل الحجز الطعن الحكم سواء كان توكيلاً خاصاً او توكيلاً بالدعوى متضمناً تفويضاً بالطعن في الحكم ، وإذا تغيرت صفة أحد الخصوم – كان قاصراً أثناء نظر الدعوى واصبح بالغاً – فيجب أن يصدر التوكيل الطعن من هذا الخصم نفسه ولا يصلح التوكيل السابق الصادر من الممثل القانوني عنه "
انظر نقض 12/3/1981 م – مرجع سابق صـ 129
أيضاً فان المحامي المفوض بالطعن في الحكم بالاستئناف لا يحق له ان يطعن فيه بطريق النقض ، ما لم يكن مفوضاً بذلك فقد يستفاد من التوكيل بالدعوى ان المحامي مفوض بالطعن بالنقض في الحكم الصادر صراحة او ضمناً . فلا يتشرط ان ينص صراحة على ان التوكيل يشمل الطعن بالنقض متى كان هذا التوكيل مستفاد من أية عبارة ورادة فيه تتسع لتشملا النقض في القضايا المدنية  كعبارة الموكل وكل المحامي عنه ( أمام جميع درجات المحاكم بأنواعها وتباين درجاتها ) أوانه وكله عنه ( توكيلاً عاماً جميع المحاكم بسائر أنواعها وتباين درجاتها ومن الطعن  في الأحكام بكافة الطرق القانونية )
ومن احكام النقض ما نصت على :- " وإذا كان الشرع قد الغى ضرورة حصول المحامي المقرر بالطعن بالنقض على توكيل سابق على التقرير بالنقض إلا أن هذا الالغاء يستهدف مجرد تبسيط الاجراء والتخفيف من التمسك بالشكليات فلا يعفي المحامي الذي قرر بالطعن من ابراز التوكيل فيما بعده، وإلا يتعين عدم قبول الطعن .
 نقض في 30/5/1967م – طعن 271 لسنة 33 ق – ق 170 لسنة 18 صـ 147 مرجع سابق صـ 131-132
س- هل يحق للمحامي بما له من توكيل بالخصومة ان يقبض المبالغ المحكوم بها لموكله ؟
من الملاحظ على نصوص القانون المرافعات ان التوكيل بالخصومة يخول المحامي " قبض الرسوم والمصاريف " ولعدم وجود نص يعالج مسالة استلام المبالغ المحكوم بها في نصوص قانون المرافعات فقد جرى العمل على أن المحامي بما له من توكيل بالخصومة ( توكيل خاص في دعوى معينه أو توكيل رسمي عام في مجموع القضايا التي قد ترفع من الموكل او عليه ) إلى قبض المبالغ المحكوم بها للموكل حيث ينص في التوكيل على ذلك عادة
ومن وجهة نظر الكاتب يرى التوكيل بالخصومة لا يخول المحامي سلطة قبض المبالغ المحكوم بها لموكله حتى وان كان هناك تفويض صريح بذلك في التوكيل ؟( خاص او عام ) حيث لابد ان يكون هناك توكيل خاص لاحق على صدور الحكم .
صـ 123 مرجع سابق

ملخص ما سبق :- فالوكالة بالخصومة يحدد مداها الموكل ، فهو الذي يوضح السلطات التي يتمتع بها المحامي ، إذا المناط دائماً في التصرف على مدى سعة الوكالة من حيث ما تشتمل عليه من تصرفات قانونية خول الموكل للوكيل إجراءاها ( او من اموال تقع عليها هذه التصرفات ) يتحدد بالرجوع الى عبارة التوكيل ذاته وما جرت به نصوصه واللملابسات التي صدر فيها التوكيل وظروف الدعوى .
نقض 6/1/1971 الطعن رقم 413 لسنة 35ق – مرجع سابق صـ 141- مرجع سابق
احكام قضائية :-
لا عبرة في هذا الخصوص بما يتمسك به الموكل قبل الغير الذي تعامل مع الوكيل من اسباب تتعلق بالشكل الذي افرغ فيه التوكيل او بالجهة التي تم توثيقه امامها إلا إذا كان الفعل الذي صدر التوكيل من اجله يتطلب شكلاً معيناً فيتعين عندئذ ان يتخذ التوكيل هذا الشكل .
وقضى ذلك ان تحديد مدى الوكالة مسألة واقع يبت فيها قاضي الموضوع بما له من السلطة في تعرف حقيقة ما ارده العاقدان مستعيناً بعبارة التوكيل و بظروف الدعوى وملابساتها طالما كان الاستخلاص سائغاً
( نقض 2/6/1978- طعن رقم 598 لسنة 44ق – 219 المجموعة الذهبية لسنة 29 صـ 1510) صـ 141 – مرجع سابق
وقضى ان الوكالة في ابرام عقد بيع لا تجعل للوكيل صفة تمثيل الموكل في الخصومات التي تنشأ بسبب تنفيذ هذا العقد إلا إذا وجد اتفاق يقضي بذلك
نقض 30/6/1965- طعن رقم 482لسنة 30 ق
– والسلطات التي يتمتع بها الوكيل انما هي لكي يقوم هو بالعمل لحساب الموكل ولكن هل يجوز للوكيل ان ينيب غيره في القيام بالعمل لحساب الموكل ؟ الواقع ان الوكيل ملتزم بتنفيذ الوكالة لحساب الموكل ، فإذا اناب عنه غيره في تنفيذها دون أن يكون مرخصاً له في ذلك فانه يكون مسئولاً عن عمل النائب كما لو كان هذا العمل قد صدر منه هو )
نقض 29/5/1969م طعن رقم 251 لسنة 35 ق –131 المجموعة لسنة 20ص 829 – مرجع سابق صـ 141
اما الوكيل بالخصومة – المحامي – فان له ان ينيب عنه في الحضور او في المرافعات او في غير ذلك من إجراءات التقاضي محامياً اخر تحت مسؤليته دون توكيل خاص ما لم يكن في التوكيل ما يمنع ذلك ) معنى ذلك ان المشرع اعطى المحامي المنيب من إصدار توكيل خاص إلى المحامي النائب ولم يستلزم من هذا الأخير ان يثبت وكالته بتقديم سندها )
نقض 29/1/1974 م – طعن 377 لسنة 37 ق – ق 23 لسنة 25 – صـ 142
فتوكيل محامي معين بالمرافعة يمنحه كل سلطات الوكيل بالخصومة التي أوضحناها والمحامي الموكل له أن يوكل – ينيب – محامياً أخر ( يجب ان يكون المناب محامي مقبول المرافعة امام المحكمة التي تنظر الدعوى )
يلاحظ انه يجوز للخصم الموكل ان ينازع سلطة المحامي في الحضور عن موكله ...كان يقرر المستانف ضده او المدعي عليه ان محامي المستانف او المدعي يحضر خارج الحدود التي قام التي وكله فيها موكله – وانه يحضر امام طبقة من طبقات المحاكم لا يخوله القانون الحضور امامها  او يمارس عملاً لا يخوله القانون لمثله من المحامين بل يخوله لمن هم في مرتبة اعلى – عندئذ تكون هذه المنازعات وامثالها منازعة في سلطة الوكيل في الحضور تؤدي ان نجحت الى اعتبار الاصيل ( الذي يحضره عنه المحامي ) غير حاضر فعلياً في الدعوى
الاستئناف في المواد المدنية والتجارية م/ محمد نصر الدين كامل صـ 607.601
اوجب ان يكون تمثيل المحامي للخصم بتوكيل رسمي عام او خاص مصدق على التوقيع عليه وإلا اعتبر الخصم الذي جاءه المحامي لتمثيله غائباً
الدعوى وإجراءاتها / امينة مصطفى النمر صـ 353.352
تمثيل المحامي للخصم في الجلسة يجب ان يكون بتوكيل رسمي او مصدق على التوقيع عليه – وتخلف ذلك له أثره – اعتبار الخصم الذي جاء المحامي تمثيله غائباً
مباشرة الدعوى المدنية د/ عدلي امير خالد صـ 58
اثبات الوكالة بالخصومة ما يكفي في المحامي الموكل بالطعن بالنقض انه وان كان القانون يشترط في الوكالة بالخصومة ان تكون بالكتابة ويتطلب سند التوكيل لإثبات الوكالة إلا انه متى أقر الخصم الحاضر مع المحامي بالوكالة فان هذا لا يكفي دليلاً في الاثبات فلا يجوز للقضاء التصدي  لعلاقة ذوي الشان بوكلائهم إلا إذا انكر صاحب الشان وكاله وكيله – فإذا باشر المحامي إجراء قبل ان سيتصدر توكيلاً له من ذي الشان الذي كلفه بالعمل فلا يعترض عليه بان التوكيل لا حق على تاريخ الإجراء ما لم ينص القانون على خلاف ذلك – وغاية الأمر ان صاحب الشان ان لم يحضر بنفسه يوم الجلسة او لم يرسل عنه وكيلاً ثابتة وكالته بالطريقة القانونية جاز لخصومة محافظة على حقوقهم إبداء الطلبات التي يجيزها لهم القانون في هذا الخصوص
الطعن رقم 4 لسنة 22ق جلسة 2/4/1959 س 10 صـ 312 
ضرورة صدور توكيل خاص للمحامي للمثول للمرافعة امام ساحة القضاء :- القاعدة انه لا بد من صدور توكيل خاص للمحامي للمرافعة في ساحات القضاء في قضية معينة او في جميع القضايا التي ترفع من موكله أو عليه حيث قضى بان ( إذا كان الثابت ان سند التوكيل قد ذكر به أنه خاص بالقضية المنظورة امام محكمة النقض وكان النزاع المطروح في الطعن خاصاً بعقد واحد رفعت بشانه دعوتان إحدهما بفسخه والاخرى بصحته ونفاذه وكان البين ان دعوى فسخ العقد والدعوى التي تستهدف تنفيذه ينقل الملكية الى المشتري فيه يعتبر ان في حقيقتهما وجهين لنزاع واحد ، فان تخصص الوكالة بالقضية المنظورة امام محكمة النقض انما ينصرف الى النزاع المتعلق بالعقد بوجهيه تنفيذه او فسخه ومن ثم يكون الدفع بعدم قبول الطعن لرفعه من غير ذي صفه متعين الرفض "
نقض مدني 27/12/1978م مج احكام النقض س 29 رقم 398 ص 204 مرجع سابق صـ 273
توكيل المحامي في ان يقوم بكل ما يراه في صالح موكله يكفي اعتباره توكيلاً في رفع الدعاوى والمرافعة فيها .
 استئناف مختلط 12/1/1946 م 58 صـ 155



انون رقم (40) لسنة 2002م
بشـأن المرافعات والتنفيذ المدني
الفصل الثالث
التوكيل في الخصومة
مادة (117) : مع مراعــــاة ما ينص عليه قانون المحاماة والمادة (125) من هذا القانون يقبل وكيلاً عن الخصم المحامون والأزواج والأقارب والأصهار الى الدرجة الرابعة وتثبت الوكالة بصك رسمي معتمد أو بإقرار الموكل أمام المحكمة إذا كان حاضـراً ويثبت ذلك في محضر الجلسة .
مادة (118) : يكون موطن الوكيل معتبراً في إعلان الأوراق اللازمة لسير الدعوى في درجة التقاضي الموكل فيها بمجـرد صدور التوكيل وعلى الخصم الذي لا يكـون لـه موطن ولا وكيل في البلد التي بها مقر المحكمة أن يعين له محلاً فيه يمكن الرجوع إليه بشأنه .
مادة (119) : التوكيل بالخصومة يخول الوكيل سلطة القيام بالأعمال والإجراءات اللازمة لرفع الدعوى ومتابعتها والدفاع فيها واتخاذ الإجراءات التحفظية إلى أن يصدر الحكم في موضوعها في درجة التقاضي الموكل فيها ، وعليه إبلاغ موكله بمنطوق الحكم بمجرد صدوره ، وذلك بغير إخلال بما يوجب القانون فيه توكيلاً خاصاً .
مادة (120) : لا يصح لغير الوكيل المفوض بتفويض خاص الإقرار بالحق المدَعى به أو التنازل عنه أو الصلح أو التحكيم فيه أو قبـول اليمين أو توجيهها أو ردها أو التنازل عن الخصومة أو عن الحكم أو عن الطعن فيه أو عن التأمينات مع بقاء الدين أو الإدعاء بالتزوير أو رد القاضي من نظر الدعـوى أو مخاصمة أو رد العدل أو الخبير أو أداء الحق المدًعى بـه أو عرضه على الخصم عرضاً فعلياً أو قبول الأداء أو العــرض من الخصم أو أي تصرف آخر ينص في القانون على وجوب توكيل خاص .
مادة (121) : إذا تعدد الوكلاء جاز لكل منهم الانفراد ما لم يكن ممنوعاً بنص في التوكيل .
مادة (122) : يجوز للمحامى أن ينيب عنه غيره من المحامين إذا أذن له الموكل .
مادة (123) : كل ما يقرره الوكيل في حضور موكله يعتبر صادراً من الموكل إلا إذا أنفاه هذا صراحة أثناء الجلسة وعلى القاضي أن يسال الموكل عن رأيـه في أقوال وكيله ويثبت كل ذلك في محضر الجلسة . 
مادة (124) : للوكيل أن يعتزل الوكالة بشرط أن يبلغ موكله ولا يجوز له ذلك في وقت غير لائق  ولا يحول اعتزال الوكيل أو عزله دون سير الإجراءات في مواجهته إلاَّ إذا أعلن الخصم بتعيين بديل عنه أو بعزم الموكل في مباشرة الدعوى بنفسه أو إبلاغ المحكمة بانتهاء الوكالة .
مادة (125) : لا يجوز لأحد القضاة أو مساعديهم أو النائب العام أو أي عضو من أعضاء النيابة العامة أو رجـال الجيش أو الأمن أو لأحد العاملين بالمحاكم أو وزارة العدل أن يكون وكيلاً أو منصوباً عن الخصوم في الحضور أو المرافعة في الدعوى مشافهةً أو بالكتابة أو بالإفتاء أمام أية محكمة كانت إلا أن يكون ذلك عمَن لهم الولاية أو الوصاية عليهم شرعاً وقانوناً أو زوجاتهم أو أصولهم أو فروعهم وكل عمل يتم على خلاف ذلك يكون باطلاً فضلاً عن المسآءلة التأديبية .
قانون رقم (31) لسنة 1999م
بشأن تنظيم مهنة المحامــــاة
مادة (5): تحقق المحاماة أهدافها وتؤدي رسالتها عن طريق:
1-   الإنابة بالوكالة عن الأشخاص الطبيعيين والاعتباريين للإدعاء بالحقوق والدفاع عنها لدى كافة المحاكم والنيابة العامة ودوائر الشرطة والتحقيق واللجان القضائية والإدارية وكافة الجهات القانونية والجهات الأخرى التي تباشر تحقيقا في أي شيء محل نزاع.
2-        تقديم الاستشارات القانونية وإعداد العقود بأنواعها والقيام بالإجراءات التمهيدية التي تستلزمها طبيعة المهنة.
قانون رقم (14) لسنة 2002م
بشأن القانــــــون المدنـــــي
الباب الرابع
الوكـــالــــة
الفصل الاول
الوكالة وشروطها واحكامها واثارها
مادة (905): الوكالة هي اقامة الغير مقام النفس حال الحياة في تصرف معلوم جائز شرعاً فيما يصح للاصيل حق مباشرته بنفسه.
مادة (906): تنعقد الوكالة بايجاب الموكل وتبطل بالرد من الوكيل قبل القبول .
مادة (907): يشترط في الموكل ان يكون اهلا للتصرف فيما وكل فيه ويشترط في الوكيل ان يكون عاقلاً فلا يصح للمجنون ولا للصبي غير المميز ان يوكل غيره ولا يصح لغيره ان يوكله ولا يصح للصبي المميز ومن في حكمه ان يوكل غيره فيما يضره ويصح له ان يوكل غيره فيما هو نافعله مطلقاً وفيما يدور بين النفع والضرر باذن من وليه او وصيه .
مادة (908): تقع الوكالة بما يدل عليها كلفظها او بامر او باذن او بلفظ الوصية حال الحياة وتتم بالكتابة او بالرسالة او بالاشارة المفهمة من العاجز كالاخرس ونحوه ، وتصح الوكالة مطلقة او مقيدة بقيد او معلقة على شرط او مضافه إلى اجل وتصح الوكالة في اثبات الحدود والقصاص واستيفائها .
مادة (909): الإجازة اللاحقة لتصرف سابق في حكم الوكالة السابقة .
مادة (910): كل تصرف يجوز للموكل ان يعقده بنفسه يجوز له ان يوكل فيه غيره الا ما استثنى ولا تجوز الوكالة في امر متعلق بشخص الموكل كاليمين واللعان ولا في محظور ولا في تأدية الشهادة الا على وجه الارعاء ولا في الاحياء والتحجر الا في حدود ما يسد حاجته وحاجة من تلزمه نفقته .
مادة (911): لا تصح الوكالة المجهولة جهالة كلية .
مادة (912): الوكالة نوعـــان :
1- وكالة تفويض تخول للوكيل التصرف في كل ما تصح النيابة فيه من الحقوق المالية وغيرها الا الاقرار وما استثناه الموكل منها او دل العرف على عدم اندراجه فيها .
2- ووكالة خاصة يخول فيها للوكيل التصرف في شيء خاص بالنص او بالعرف اذا وقعت الوكالة بالفاظ عامة لاتفويض فيها ولا تخصيص فانها لا تخول الوكيل صفة الوكالة الا في الاعمال التي تتعلق بادارة المال وما هو لازم لذلك من تصرفات ، ويعد من اعمال الادارة الايجار الذي لا تزيد مدته على ثلاث سنوات واعمال الحفظ والصيانة واستيفاء الحقوق ووفاء الديون وبيع المحصول وبيع البضاعة وبيع المنقول الذي يسرع اليه التلف وشراء ما يلزم لحفظ الشيء محل الوكالة واستغلالـه .
مادة (913): الوكالة الخاصة لا بد فيها من النص في كل عمل ليس من اعمال الادارة وبوجه خاص البيع والرهن والتبرعات والصلح والاقرار والتحكيم وتوجيه اليمين والخصومة .
مادة (914): يجوز التوكيل بالخصومة ولو بدون رضاء الخصم ولا يصح للوكيل بالخصومة الصلح والتوكيل الا باذن صريح من موكله او مفوضه .
مادة (915): اذا وكل رجل رجلين فصاعداً في شيء فانه لايصح ان ينفرد احدهما بالتصرف حيث وكلا معا في وقت واحد بلفظ واحد الا فيما يخشى فواته وضابطه كل ما افتقر إلى رضاء الغير وقبوله او يبطل بالتراخي كالبيع والشراء لشيء معين والخلع والشفعة والكتابة والهبة بعوض فهذه لكل واحد ان ينفرد بالتصرف فيها واما مما لايخشى فواته كالاقرار والابراء والهبة والعتاق بغير عوض والطلاق فلا ينفرد احدهما بالتصرف في هذه ، هذا اذا لم يشترط الموكل اجتماعهما في التصرف والا لم يجز لاحدهما الانفراد ولو خشي الفوت .
مادة (916): ليس للوكيل توكيل غيره فيما وكل بـه إلاَّ إذا كان مفوضاً أو أذن له الموكل وإذا تم توكيل الوكيل الثاني صحيحاً صار وكيلاً للموكل ، ويجوز للمحامي المفوض توكيل غيره من المحامين مالم يتفق صراحة على غير ذلك .
مادة (917): تسري على الوكالة احكام النيابة عن الغير المبينة في المواد من (165 - 169) من هذا القانون مع مراعاة الاحكام المنصوص عليها في المواد التالية .
مادة (918): اذا لم يصرح الوكيل في التصرفات التي يجوز له اضافتها إلى نفسه ، وهي البيع والاجارة والصلح بمال باضافتها إلى الموكل فان الحقوق التي تنشأ عنها ترجع إلى الوكيل ولا ترجع إلى الموكل إلاَّ بإذن الوكيل او ورثته او وصيه أما غيرها من الحقوق الاخرى الناتجة عن التصرفات التي لايجوز للوكيل اضافتها إلى نفسه كالنكاح والخلع والصلح عن دم العمد وعن الانكار والصدقة والهبة والاقراض والشركة والمضاربة والاعارة والايداع والرهن وغيرها فان الحقوق التي تنشأ عنها ترجع إلى الموكل ويلزم الوكيل اضافتها إلى الموكل لفظاً عند القيام بها .
مادة (919):تتعلق حقوق العقد في الرسالة بالمرسل لا بالرسول .
مادة (920): يلزم الوكيل تنفيذ الوكالة دون تجاوز لحدودها المتفق عليها او ما جرى به العرف.
مادة (921): اذا اتفق الاصيل والوكيل على اجر معين لزم ، والا فاجر المثل مالم يكن الوكيل متبرعا.
مادة (922): الوكيل امين يصدق في القبض والتلف بغير خيانة ولا تفريط ان كان بدون اجرة الا الضياع فهو تفريط فلا يصدق ويضمن وكذا يضمن ثمناً قبضه من الموكل بعد ما اشترى فتلف في يده ، فلا يلزم الموكل بل يغرمه الوكيل ويعامل الوكيل باجره معاملة الاجير كما سبق في الاجارة في المادة رقم (801) .
مادة (923): لايصح تصرف الوكيل فيما وكل فيه قبل العلم بالوكالة .
مادة (924): لا يصح للوكيل ان يقبل ما رد عليه بعيب الا بحكم ولا يصح له البيع بعد ذلك الا بامر جديد صراحة او بقرينة تدل على ذلك .
مادة (925): لايجـوز للوكيل ان يستعمل مال الموكل لصالح نفسه وان فعل يعتبر متعدياً ويعامل معاملة الغاصب .
مادة (926): اذا تعدد الوكلاء في امر يلزمهم القيام به ونفذوه معاً كانـوا متضامنين في المسؤولية عنه.
مادة (927): يلزم الموكل ان يدفع للوكيل كل ما انفقه في تنفيذ الوكالة تنفيذا معتاداً سواء نجح ام لم ينجح .
مادة (928): اذا تعدد الموكلون في عمل مشترك كانوا متضامنين قبل الوكيل فيما يترتب على تنفيذ الوكالة مالم يتفق على غير ذلك .
مادة (929): يلزم الوكيل ان يبذل في تنفيذ الوكالة العناية التي يبذلها في اعماله الخاصة دون ان يكلف في ذلك ازيد من عناية الرجل المعتاد .
مادة (930): يلزم الوكيل ابلاغ الموكل بما وصل اليه في تنفيذ الوكالة اولاً باول كلما امكن ذلك كما يلزمه تقديم حساب عنها للموكل .